مدفونة أنتي هناك في قلبي..

أفتح صفحة بيضاء ..من مذكراتي
أريد الكتابة لك ..
ولكن تخونني الأحرف ..
وتخونني الكلمات ..
ويخونني التعبير ..
واللغات ..
والجذور التربيعية..
وجداول اللوغاريتمات  ..
تخونني الأقواس ..
والزوايا ..
والصيغة..
والتقلبات..
مّر وقت طويل ..
ثواني ..دقائق .. وساعات
أيام ..
سنين ..وعمر غائب
ودموع.. وآهات
وماض ...وحاضر
وآت..
بقت للذكرى نظراتي..
وأنتي تغيبي ..
متعبة كانت النظرات..
وحيدآ بقيت ..
في البرد والظلمات..
من خلف الجليد المتراكم  في عيني ..
لا أرى سوى خيالك الذي رحل..
وصورتك هناك بافية ..
في أبعد مكان في ذاكرتي ..
وآه منها ذكريات..
صورتك هناك..
تجثم ..
في قبرك ..المحفور بين ضلوعي
بيني وبينه ..
عتب ..وشوق
ومسافات..
قلبي أصبح أكثر دفئآ ..
لا أدري لماذا...
ربما..لأنك مدفونة فيه..
وربما لأنه يعطيني الحياة ..

قمر...

 بعد كل شئ..
وحيد أنا كما القمر..
أردت أن أهمس له..
أنت صديقي..
وحيدآ معك في الظلام..
سألته عن جرح القلب..
وعمن سكن فيه..
ابتسم..
وصمت...
القمر يشتاق لحبيبته..
كما أشتاق أنا.. 

قالت لي وداعآ..
وقالت للقمر ..إلى اللقاء
القمر اعتاد على سهري معه..
ملك الليل..

هاقد جاء الصبح..
ودعني..
وقال قبل أن يرحل ..
لاتحزن..أنا أرعاها
تشتاق إليها؟
حدق بي..
تراها..

أجنحة

من بين الجميع..
أهديتني الابتسامة..
والدفئ والحنان...
أرهقت دقات قلبي..
وأعطيتني.. الأمان..
أهديتني أجنحة..
حنت ظهري..
ولم أقوى على الطيران..

لم أرد التفكير..

بأن في حياتنا..

لامكان لمعجزات ..
ولا لتخاريف..
ولا لقديسين..
ولا لأديان..
فقط للذين يؤمنون بها..
-على الأغلب مثلي-
وجدو المعجزات..
في عينيك..فقط
فآمنو بها..
فحرقو المصاحف..
وكسرو الصلبان...

أوقفي الوقت..
و الأرض..
والمجرة..والنجوم..
والأزمان..
أوقفي نبضي..
وحلمي..
ومرور دمي في الشريان
وأطلقي أجنحتي..
دعيني..
أطير معك..
هناك الى حيث..
يضيع الأفق..
والناس..والآلهة
ويلتقي..قلبان..

بحّار

ومن عينيكي أغار..
من الأسود الساكن فيها..
من قاع يغرقني..فيها
حتى القاع..
حتى القاع..
حتى النار..
من فيروز..
يسكن فيها..
وتسكن أصداف...
و محار...
في رحلة عشق..
صوب الأفق..
عاصفة ضربت..
وطغت..
ونادت بالويل..
وبالثأر..
غاضبة مثلك..
أم مثلي..
أم عابثة كالأقدار..؟

اعصار ..جن
واعصار جن..
واعصار..هدد
بدمار..
ومالبث يضرب..
ويزمجر..
ويهزأ بقوانين الابحار
وأعجب خبر
في الأخبار
كان عن "عاجل"
لعينيكي..
أعذرونا....
"سلم المركب..
لكن قدغرق البحار...!"

شمعة..

عندما أحزن..
عندما تمتلئ روحي بالظلام والريح..
أدعو الخريف لزيارتي ..
وأشعل شمعة..


عندما تئن روحي..
عندما تتعب من الهاتف ..
والكتب..
والازهار..
أمشي وحيدآ ..
أذهب الى حيث ألتقي ..
القمروالنجوم..
حيث الليل يهمس للأشجار..
تعبت من الطريق..
اشتعلت النار..
ورقصت في أحضان الريح ..
سقطت أوراقي الملونة ..
على مفترق الطريق ...
حب ...ونور 
ظلام ..وكره
أسئلة تحتاج لإجابات..
وروحي تبحث عن مأوى 
ويغني المطر..
وتعبث الريح..
ولا تنطفئ الشمعة..

ثلج..

اليوم هطل الثلج مرة أخرى ..
أحب رؤيته يتساقط...ولكن يبدو لي أنه عندما تبكي السماء ..تدمع عيني أيضآ
تعبت من البكاء..تعبت من التفكير..تعبت من الحلم ..
هذه أفكاري المتوحشة التي تراودني..
أحس أني أجلس على مربع من ظلام دامس ..
كانت الساعة الثامنة مساء..ولكن بدا لي أن نصف عمري قد مر..
كنت أنظر هناك في الأفق ..أحدق بما وراءه ..
من ياترى يعيش هناك ..هل هو سعيد؟؟
في لحظة من اللحظات تخيلت نفسي سعيد ..ولكن لم يدم هذا الشعور طويلا
حتى نسيته...
شعرت أني  وحيد ..على الرغم من العدد الكبير من الأصدقاء والمعارف
كل لحظة عشتها كانت حلم..
الواقع كان حلم..
والمستقبل هو الحاضر ..والماضي
هو..حلم

جبل من جليد

عندما بدا لي أن كل شئ انتهى ..والألم والرغبة في البكاء تحضرني من مكان ما من وراء الأفق..
عندما كنت في قمة لحظات ضعفي ....تذكرت عينيها ..تذكرت لحظات العجز والألم التي فيها
كيف كنت عاجزآ امام تلك اللحظات.. لحظة اقفال جميع الأبواب التي تربطنا ..
عرفت أن حلمنا...تكسر على جبل الجليد...
وارتفعت السماء بعد أن كانت قريبة..
وكانت اخر مرة ابتسم لنا فيها القمر..
ويومها حزمت الملائكة أمتعتها...وهاجرت من هذا العالم
وبقيت الذكريات تلاحقني كلعنة .. والألم يحرق وجهي ..
أحقد على المستقبل ...وأكره التاريخ
لأنهم لا يفهمون الحب..
ولا هي تفهم.. !!

مقياس الكلمات..ريختر

تصوري ..لقد قضيت اليوم كله ..ولم أفكر بك..!

 لماذا اليوم بالذات ؟..حيث الشمس ساطعة على غير العادة..لا أدري

كيف أثق بالحياة.. حتى لو كانت غير موجودة..لماذا أنتي..لما للأبد..؟!!

 أسئلة تحتاج لإجابات..لا أملكها

حل المساء..وبدأت الظلمة تدغدغ ذاكرتي المتعبة أصلآ ..

لقد إخترتي ..الرحيل..حسنآ ..إخترتي الحرية..عليكي بها فلا شئ أغلى من الحرية...

أتذكر جملتك الخالدة..لن أزعل منك مهما حصل ..وهاقد حصل ..زعل بدون حصل....؟؟!!

ضربتني كلماتك في مقتل...وزلزال رسالتك لم يستطع قياسه حتى "ريختر"...!!

شئ غريب أن تقاس الكلمات بمقياس الزلازل..ولكن حتى الزلزال أحيانآ يكون أرحم من الكلمات..

بالمناسبة...تركت قلبي عندك ..بإمكانك أن لاترديه..

الأسطورة..

هناك أسطورة .. عن نوع من الطيور لاتغني سوى مرة واحدة في حياتها...

ولكنها مع ذلك..من أروع الأصوات في عالم الطيور..تترك عشها وتطير 

لتبحث عن شجرة من الشوك..ولن يهدأ لها بال حتى تجدها..

هناك تبدأ بالغناء وهي تندفع نحو أكثر شوكة مدببة وتغني وهي تغرسها بقسوة

في صدرها.. تزقزق وهي تموت..أغنية لامثيل لها في الكون..

أغنية رائعة ولكن ثمنها..هو حياتها

لكن العالم يتوقف لبرهة ويستمع بامعان لها وهي تموت..

ويقال أن الله نفسه يبتسم لسماع هذه الزقزقة..

لقد شدت انتباه العالم بثمن غال ...

اسمه المعاناة..

علميني...

علميني...
كيف أبني من صباك..
مطرآ ..غير دمائي
جنة ..
غير مسائي
حانة أرقص فيها..
مثلما يرقص صيفي ..
في شتائي..

فأنا...
أنا ياصديقتي..
سوارٌ..
يشتهي صيف ذراعك..
ونوره..
فعلى حبي لك..
أبني جزيرة..وأحلام
وقصورا..
ثيابي تلبس الحزن
كأطفال صغار..
تأكل الحزن..
وتبني سماء..
رأسها فوق الجزيرة..
أنتي قلب كلماتي..
أنتي حبي..
أنتي..ذاتي
عندما تلفني أثواب
حزني..وحياتي
عندها..
عندها يا صديقتي أراكي..
تلثمين جبهتي..
ثم..
ثم أرتمي بين سماكي...
تارة أغفو..
وطورآ أحرق النجوم..
والنور..
وفاكِ...